کد مطلب:18143 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:181

المؤمنون بالوصیة
فالفرقة الأولی: هم الذین آمنوا بالوصیّة و سلّموا لأمرها و دافعوا عنها، و حكموا بعدم شرعیة السقیفة لتناسی رموزها تلك الوصیة، و هؤلاء یمثلون خطاً أصیلاً یؤمن بمرجعیة الكتاب و عترة النبی صلّی اللّه علیه و آله الی قیام یوم الدین، تمسّكاً بوصیة النبی صلّی اللّه علیه و آله فی آخر حیاته حیث قال: «ألا أیها الناس، إنما أنا بشر یوشك أن یأتی رسول ربّی فاُجیب، و أنا تار ك فیكم الثقلین: أولهما كتاب اللّه، فیه الهدی و النور، فخذوا بكتاب اللّه و استمسكوا به... و أهل بیتی، أُذكّركم اللّه فی أهل بیتی، أُذكركم اللّه فی أهل بیتی» [1] .

وفی لفظ آخر: «... و لن یفترقا حتی یردا علیّ الحوض، فانظروا كیف تخلّفونی فیهما» [2] . و فی آخر: «فلا تقدمو هما فتهلكوا، و لا تقصروا عنهما فتهلكوا، ولا تعلموهما فانهما أعلم منكم» [3] .



[ صفحه 114]



و هو واضح الدلالة علی إیجاب طاعة أهل البیت علیهم السلام و عدم التقصیر عنهم أو التقدّم علیهم، و جعلهم مع القرآن فی كفّة واحدة من حیث العصمة و العلم و بقاء المرجعیة الی یوم الدین.

و هؤلاء هم الشیعة الإمامیة فی تاریخهم الممتد منذ فجر الرسالة و الی الیوم، و تابعهم بعض أعلام العامة ممن عرفوا الحقّ و ساروا تحت لوائه و كل ما مرّ فی الفصول السابقة من مثبتات الوصیة، من القرآن و السنّة و العقل، و الأدب و التاریخ و غیر ذلك یرسم الصورة الواضحة لهذا الاتجاه.


[1] صحيح مسلم 4: 1873 / 2408، كتاب فضائل الصحابة ـ بعدة طرق.

[2] سنن الترمذي 5: 663 / 3786 و 3788، مستدرك الحاكم 3: 148 و صححه.

[3] المعجم الكبير / الطبراني 3: 66 / 3681 و 5: 167 / 4971، الصواعق(115)

لمحث أشرف و أجلّ.